أعراض القولون المجهري

أحيانًا يكون الشخص بصحة عامة جيدة، ثم فجأة يبدأ يعاني من إسهال مستمر، دون دم، ودون ألم حاد… يتنقل من طبيب لآخر، وتظهر التحاليل سليمة، والمنظار طبيعي، ومع ذلك… ما زالت الأعراض تزعجه. هنا، يُحتمل أن يكون السبب مرضًا دقيقًا لا يُرى بالعين المجردة خلال الفحوص المعتادة: إنه ما يُعرف بـالقولون المجهري (Microscopic Colitis). في هذا الدليل، نعرض لك أعراض القولون المجهري بشكل واضح، ونساعدك على التعرف عليه في حال كان هو سبب معاناتك أو معاناة أحد من أحبّتك.

أولًا: ما يميز أعراض القولون المجهري عن غيره؟

القولون المجهري لا يُسبب تقرّحات أو تغيرات مرئية في جدار الأمعاء عند النظر إليه بالمنظار العادي، ولهذا سُمّي مجهري لكن ما يميّزه هو:

  • إسهال مائي مزمن، غالبًا بدون دم.
  • أعراض تُشبه القولون العصبي، لكن تختلف في شدتها أو مدتها.

الأعراض الأكثر شيوعًا

  • يكون غالبًا مائيًا وليس مخاطيًا.
  • يستمر لأكثر من 4 أسابيع.
  • يتكرر عدة مرات يوميًا (أحيانًا 5 مرات أو أكثر).
  • قد يوقظ المريض من النوم ليلًا.

💬 هذا الإسهال لا يتحسن عادة بمضادات الإسهال العادية، وقد يكون محيّرًا للمريض والطبيب على حد سواء.

2. الرغبة المتكررة في دخول الحمام

حتى لو لم يكن هناك كمية كبيرة من البراز، يشعر المريض بالحاجة الملحّة للتغوّط.

3. ألم أو تقلّصات في البطن (أحيانًا)

  • الألم ليس شديدًا عادة.
  • يشبه مغص القولون العصبي، لكنه قد يصاحب الإسهال المزمن.

4. انتفاخ أو غازات

وهو عرض غير محدد، لكنه قد يكون موجودًا لدى بعض المرضى، خاصة بعد تناول أطعمة معينة.

5. فقدان الوزن (في بعض الحالات)

إذا استمر الإسهال لفترة طويلة دون علاج، قد يؤدي إلى سوء امتصاص وفقدان وزن تدريجي.

6. إرهاق عام أو جفاف

نتيجة فقدان السوائل والأملاح مع البراز المتكرر.

ملاحظات مهمة

  • أعراض القولون المجهري قد تظهر فجأة، أو تبدأ تدريجيًا ثم تستمر.
  • قد تتفاوت من يوم إلى يوم، فتكون شديدة أحيانًا، وخفيفة أحيانًا أخرى.
  • بعض المرضى لا يشعرون بأي ألم، ويظنون أن الإسهال “عادي” حتى تبدأ التأثيرات في حياتهم اليومية.

هل تختلف الأعراض بين نوعَي القولون المجهري؟

نعم. هناك نوعان رئيسيان:

  1. التهاب القولون الكولاجيني (Collagenous Colitis)
  2. التهاب القولون اللمفاوي (Lymphocytic Colitis)

لكن من ناحية الأعراض، الفرق طفيف، وغالبًا لا يشعر به المريض.
التمييز يكون في الفحص المجهري فقط، أما الشك السريري فيبدأ عند رؤية الإسهال المزمن غير المفسَّر.

متى نشك في الإصابة بالقولون المجهري؟

  • إذا استمر الإسهال أكثر من 4 أسابيع.
  • إذا كان الإسهال مائيًا، متكررًا، وبدون دم.
  • إذا ظهرت الأعراض فجأة، دون وجود عدوى.
  • إذا كان المريض يتناول أدوية معينة (مثل مضادات الحموضة، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية).
  • إذا كانت الفحوصات والمنظار سليمة، لكن الأعراض مستمرة.

كلمة دعم في الختام

القولون المجهري قد يكون “مجهريًا” في ظهوره، لكنه واضح جدًا في تأثيره على حياة المريض. معرفة الأعراض وفهمها هي أول خطوة نحو العلاج والراحة. لا تتجاهل الإسهال المزمن… فهو ليس أمرًا بسيطًا دائمًا، وقد يكون رسالة من القولون تستحق أن تُسمع.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *